علاء الحاج لـ (حديث المدينة): حجة تحكمها عصابات والقاضي لم يجرؤ على اصدار الحكم
رانيا العيتري شابة في الـ 20 من عمرها من منطقة قفل شمر محافظة حجة، اقترن اسمها بالذكاء والنباهة منذ طفولتها نالت اعجاب غالبية زملائها الطلاب والطالبات في المدرسة والقرية، اذ اصبحت رانيا نموذجاً لهم يحتذى بذكائها وقوة شخصيتها، هناك في الجانب الاخر شاب يشق طريقه هو الاخر بنجاح وتفوق هذا الشاب الناجح هو “علاء الحاج” الذي رأي في “رانيا” المرأة المثقفة والمتحررة من قيود التخلف والواثقة من نفسها الجديرة بأن تكون شريكة حياته.
كذلك رأت “رانيا” انها لا يمكن لها العيش والشعور بلذة الحياة وقيمتها وتحقق طموحاتها وامالها وتبني الاسرة الفاضلة الصالحة التي تحلم بها الا في ظل زوج يتمتع بالصفات التي يتمتع بها “علاء الحاج” والذي اصبح فيما بعد خطيبها وشريكها في بطولة المعركة التي يخوضونها اليوم سوياً..
وفي هذا اللقاء الذي اجريناه مع “علاء الحاج” خطيب الشابة رانيا العيتري التي تحملت من اجل الارتباط به الاهوال نحاول عن قرب تسليط الضوء على قصة هذا الشاب مع خطيبته وقصتهما معاً مع والد رانيا واسرته وعدد من اعيان ومشائخ ووجهاء منطقتها والذين ناصبوهما العداء ووقفوا حجر عثرة امام اتمام زواجهما.
ألتقاه: محمد عبدالودود غالب
· في البداية اخي علاء لا نخفيك اننا في شوق لمعرفة من هو علاء الحاج الذي ارتبط اسمه باسم “رانيا احمد احمد العيتري”؟
– علاء شاب من ابناء مديرية قفل شمر قرية الحاجب م/ حجة وطالب دراسات عليا في ماليزيا.
· ما هي قصتك مع “رانيا” وقصتكما معاً مع والدها؟ وماذا حدث بالضبط بعد ان تمت خطوبتكما؟
– هي قصة ليست غرامية بحته وانما قصة حب محفوف بالعفاف والطهر، فنحن واسرة رانيا جيران تربينا مع بعض اعرف اخلاقها وقوة شخصيتها في اتخاذ القرار وما تمتاز به من الادب والصدق، لم اكن في البداية اعرف شعورها تجاهي الا حينما اردت خطبة فتاة اخرى وعندها عرفت بغضبها مني فتوقفت عن تمام تلك الخطوبة، وفوراً تقدمت لخطبة رانيا بمباركة من اهلي الذين يحبونها اكثر من كل الجيران لقدرتها على التعامل معهم وكسب حبهم وثقتهم بها.
اما قصتنا مع والدها الذي اعتبره مثل والدي فقد كان هو المؤيد الاول لإتمام هذا الزواج وهو من شجعني بطريقة غير مباشرة لخطبتها غير ان ضعف شخصيته مع الاسف الشديد جعلت منه درعاً لتدخل المتنفذين والمشائخ والسيطرة عليه.
· هل كان لدى والد (رانيا) خلفية او معرفة مسبقة عنك وعن اسرتك قبل الخطوبة؟
– اكيد مائة في المائة قلت لك نحن جيران ومن ابناء قرية واحدة من زمان الجدود وليس اليوم فهم يعرفون عنا كل شيء.
· كما استمرت فترة خطوبتك لـ “رانيا”؟ ولماذا لم يتم الاعتراض على هذه الخطوبة يومها؟
– استمرت 8 اشهر ولم يتم الاعتراض لأن والدها كان موافقاً وكان مؤيداً لهذا الزواج كما اشرت انفاً.
· ما الاسباب الحقيقية لتدخل مجموعة من مشائخ واعيان ووجهاء منطقتك في القضية لصالح والد رانيا وبشكل مباشر وبصورة عدوانية؟
– في الحقيقة ما يدعونها من اسباب تافهة ليست من صالح والدها لأنه كان موافقاً على خطوبتها منذ البداية وهي في نفس الوقت ليست الاسباب الحقيقية لتدخلهم والاسباب الحقيقية تكمن في المال اولاً.. فقد جعلوا هذه القضية كتجارة رابحة لهم وقاموا بنهب اموال ابيها وعمها بالباطل وبحجة التمييز العنصري.
اما السياسة فهي في المرتبة الثانية فقد استغلوا قضيتنا (انا ورانيا) للدعم السياسي والمعنوي للمشائخ وظهور مشائخ جدد ارادوا لفت الانظار اليهم ودعمهم في الظهور على الساحة السياسية، فالشطح والنطح والسلب والنهب والقتل والاعتداء على حرمات الناس شرط رئيس لظهور اي شيخ في مناطقنا.
· علاء.. كلمني بشجاعتك التي عهدها الاخرون وبكل صراحة ودون خجل.. هل صحيح ان هناك مميزات وفوراق اجتماعية تميز اسرة خطيبتك “رانيا” عن اسرتك كما يدعي هؤلاء؟
– في الحقيقة لا توجد اية فوارق فأغلبهم مزارعين وشقات وعساكر وبائعو قات يتمردون على الدولة لاتفه الاسباب، واغلبنا موظفون ومتعلمين ونشكل النسبة الاعلى لمن تسيطر عليهم الدولة من المواطنين في البلاد وتجني منهم الضرائب ويمتثلون للنظام والقانون.
· بشكل عام هل تشعر بعد كل الذي حدث لك انك مواطن يمني تتمتع بكامل حقوق المواطنة ام ان هناك نوعاً من الظلم والتمييز العنصري يمارس ضدك وضد الفئة التي تنتمي اليها؟
– بصراحة انا مواطن، مواطن اشعر انني اتمتع بكامل حقوق المواطنة اذا كنت خارج محافظتي حجة، واشعر بالاحترام والتقدير من قبل الاخرين اذا كنت خارج بلدي (اليمن بشكل عام)، لأن بعض اجزاء اليمن بشكل عام وحجة بشكل خاص لازالت تحكمها شبكة من العصابات وما زال الموروث الامامي يسيطر على الوضع فيها.
· كيف تقيم دور القضاء اليمني وفاعليته ودور دولة النظام والقانون وممارسات اجهزة ورجال الامن من خلال سير وتطور قضيتك وما آلت إليه من نتائج؟
– لا يوجد قضاء نزيه خصوصاً في مناطق مثل مناطقنا التي ما زال يحكمها العرف القبلي ولا يوجد قانون ايضاً او نظام، فمن يحكمنا هنا يا اخي ليس الا عصابات فاسدة لا غير، ففي قضيتي لم تنفع اية اوامر عليا سواءً من وزارة العدل او من النائب العام، فقد قطعوا الزيارة عن”رانيا” حتى من موكلها رغم الأمر الصريح بذلك نعم لقد ضرب مدير السجن بأمر القاضي ومدير الأمن عرض الحائط وفضل الامتثال لأمر الشيخ لانه هو الاقوى من وجهة نظره، ما كان له الاثر السلبي في ارهاب رانيا وبث الخوف في نفسها فقد قاموا بتبصيمها وتحت الاكراه على اوراق دون رغبتها وجردوها من تلفونها واصبحت سجينة منذ اكثر من عشرة ايام، حتى القاضي كان سبباً في التلاعب بالقضية من خلال تأخير النطق بالحكم خلال خمس جلسات وفي الاخير تنحى عن القضية، نعم القاضي. يا عالم. في حجة يتنحى عن القضية ولم يجرؤ على اصدار الحكم تحت ضغط المشائخ والنافذين.
· ما شعورك الان وانت ترى بأم عينيك خطيبتك وفتاة احلامك وهي تتعرض للقهر والتعذيب والسجن وتراها وهي تسلب منك قهراً لتزويجها من رجل أخر؟
– اشعر وكأني رجل وضع بين الذئاب لتنهش منه حياً ولا اقول إلا (حسبي الله ونعم الوكيل).
· ماذا انت فاعل بعد كل هذا؟
– سأستمر في تعليمي وسأكن لخطيبتي “رانيا” كل الاحترام والتقدير وسامنحها كل حبي ووفائي، وسأجعل بإذن الله من هذه القضية درساً مهما ومصدر الهام للنضال من اجل تحقيق العدالة والمساواة.
· كلمة اخيرة تريد قولها عبر صحيفة “حديث المدينة”؟
– اشكر كل من وقف معي في قضيتي سواء بالدعاء او بالعمل لردع المتنفذين من بعض المشائخ وغيرهم، واثارة القضية على مستوى الرأي العام وفي المقدمة صحيفة النداء الغراء وصحيفة الشارع الاولى والوسط وحديث المدينة.
وايضاً وكيل “رانيا” المحامي القدير عبدالله الهمداني والناشط الاعلامي منصور ابو علي والناشط الاعلامي في مجال حقوق الانسان محمد عبدالودود غالب.
واقول: إن من يبيع ضميره او حبه ليس بانسان. لان الانسان يقابل الوفاء بالوفاء والحب بالاخلاص، والانسان الصادق هو الذي يعمل لأجل ان يرضي الله من اجل ان يرضي الناس، فالشخص يوزن بحبه واخلاقه واحترامه للاخرين لا من اجل التفرقة العنصرية ونبش واحياء العادات الجاهلية.
اما (رانيا) فسأظل اكن لها كل حبي واحترامي واخلاصي حتى لو لم اتزوج بها. وشكراً على اهتمامكم بمثل هذه القضايا. نقلا عن صحيفة حديث المدينة.
نقلا عن صحيفة حديث المدينة